
نحن نستعمل في العلاج الهندباء الصحيحة المذكورة في كتب طب الأخلاط بأوصاف ورقها وزهرها والموجودة المستعملة في بلاد الشام وفي الهند، وهي مثبتة، وبزرها معروف في الشام والهند أيضاً، واسمه بالهندية تخم كاسني أي بزر كاسني (Kasni) أي بزر الهندباء، وهو البزر المستعمل طبياً في الهند وعندنا، وهذا ما نستعمله نحن في علاجاتنا.
وقد يشكل على البعض أوصافها، لأن البستاني منها أصناف، والبري منها أصناف، وقد يشكل على البعض أن يظنوا أنها هي البقلة الحمقاء، وهي ليست كذلك، وما هذا إلا بسبب اختلاف الأسماء والبلدان التي تزرعها. وقد أفردها ابن بيطار والمعتمد والأنطاكي باسم خاص فقال: البقلة الحمقاء، ووصفها وأفعالها.
فالهندباء لها أسماء حديثة وقديمة، نعتمد نحن على ما ورد في الطب القديم من وصفها، لأننا نعتمد قواعد طب الأخلاط ونعالج على هذه المنهجية، ونتبع ما ورد في دراساتنا على أوصاف الأعشاب بحسب منهجية طب الأخلاط، ولا نخلط بين الأسماء الحديثة والقديمة.
فالهندباء لها أسماء كثيرة حديثاً قد تشكل على البعض فيضيع عنده الأمر، وهذه جملة من أسمائها:
الهندباء البرية، والطرخشقون (dandelion - taraxacum)
هندباء برية، سن الأسد (dandelion)
البقلة المباركة، والبقلة الحمقاء، والبقلة، والهندباء (chicory - endive)
هندبا،هندب، هندباء (Cichorium - endive)
الهندباء البرية ، سريس ، هندباء ، شيكوريا ، Chicory
هندباء أنديفية Cichorium endivia
هندباء برية Cichorium intybus
هندباء مجعدة (مجعدة الأوراق) curled Endive
هندباء عريضة الأوراق broad-leaved Endive
وأما أسماء الهندباء في الطبّ القديم فهي كما يلي:
الهندباء الشامي والهاشمي العريض الورق يقال عنها أنطونيا وهي الهندباء البستاني كما ذكر ذلك ابن بيطار
والطرخشقوق والطرشقوق هو الهندباء البري ويقال له بقولس وفنجوريون والأميرون
وأما اليعضيد المسمى باليونانية خَنْدِريلي فيقال عنه أيضًا الهندباء البرية أي لأنه شديد الشبه بها بورقها وزهرها وبزرها وقوامها غير أن مرارتها أشد من مرارة الهندباء البرية كما ذكر ذلك ابن بيطار
اليعضيد والتفاف يقال عنه بقلة دشتي كما ذكر ابن بيطار، ولكن اليعضيد هو نوع من أنواع الهندباء البرية بخلاف التفاف
وأما ما يقال عن البقلة المباركة إنما هي الهندباء فالأصح أنها هي الرجلة كما ذكر ذلك ابن بيطار
وأما ما يقال عن البقلة اليهودية أنها التفاف وهو نوع من الهندباء البري، فالصحيح أنها القرصعنة وليس الهندباء البرية كما ذكر ذلك ابن بيطار.
وأما المرورية فيقال عنها إنها هي اليعضيد، إلا أن الحاوي يقول عنها إنها صنف من الخس له مرارة يسيل منه لبن.
أوصاف الهندباء البرية والبستانية بحسب طب الأخلاط كما ورد في ابن بيطار والمعتمد والأنطاكي
هندباء بري وبستاني
البستاني صنفان:
أحدهما طويل الورق، أسمانجوني الزهر (وهو اللون الأزرق الضارب إلى الحمرة)، كريه الطعم خاصة في آخر الصيف.
والصنف الثاني من البستاني عريض الورق، أبيض الزهر، تفه الطعم عديم المرارة خاصة في الربيع، ويعرف بالهندباء الشامي والهاشمي
البري صنفان:
أحدهما طويل الورق، أسمانجوني الزهر، شديد المرارة.
والصنف الثاني زهره أصفر، كثير الزهر، قليل المرار، وورقه قريب من البستاني الذي زهره أبيض، إلا أنه كثير الزغب.
أفعال الهندباء البستانية والبرية:
وقد ذكر ابن بيطار والمعتمد أن كل أصناف الهندباء البستانية والبرية وما يشبهها لها أفعال طبية نافعة، عدد منها الكثير، مثل أنها مبردة جيدة للمعدة، وإذا أكلت نفعت من ضعف المعدة والقلب، وقوة الهندباء في البرودة واليبوسة من الدرجة الأولى، تقوي المعدة وتفتح جميع سدد الكبد والطحال وتطفئ حرارة الدم والصفراء، وتجلو ما في المعدة.
قال الرازي في دفع مضار الأغذية: الهندباء صالحة للكبد والمعدة الملتهبتين، وليس معها من التطفئة والترطيب وتسكين العطش ما مع الخس، نافعة لأوجاع الكبد حارها وباردها، وليست بموافقة لأصحاب السعال ولا للمبرودين، وما أقل ما يوافق جدًا المبرودين من البقول لأن أكثرها مبرد منفخ، والهندباء تفتح سدد الكبد وتنقي مجاري البول.
الإسرائيلي: اعلم أنه إذا عُصر ماؤه وأُغلي ونُزعت رغوته وشُرب بسكنجبين فتح السدد ونقّى الرطوبات العفنة ونفع من الحميات المتطا.
حبيش: الهندباء يستحيل مع الهواء، وأنه يكون خشنًا عند سخونته، وإذا خشن زادت مرارته، وهو حلو قليل الحرارة قريب من الاعتدال، وإذا عُصر ماؤه وغُلي وصُفي نفع من الأورام وقوّى المعدة وفتح السدد.
البصري: الهندباء الشامي المسمى أنطونيا بارد رطب في الدرجة الأولى، وقيل إنه موافق لمزاج الكبد كيف كان، وللحار شديد الموافقة، وليس يضر البارد ضرر أصناف البقول الباردة، وينفع من الربع والحميات الباردة.
الطبري: الهندباء البري هو الطرخشقوق ويسمى بالفارسية وتلخ.
إسحاق بن عمران: ويشبه ورق صغير الهندباء البستاني، وله عساليج رقاق مقدار شبرين وأقل، وفيها نوار صغير لونه أسمانجوني، ويُسعط به ويُخلف حبًا دقيقًا.
جالينوس في الميامن: الغالب على مزاجه البرد اليسير وفيها مرارة، وهذان جميعًا يقبضان قبضًا معتدلًا، ولذلك صار من خيار الأدوية لفساد مزاج الكبد الحار.
الطبري: الهندباء البري شبيه الهندباء البستاني، غير أن البري أحدّ من البستاني وأقل بردًا، وحبه أيضًا نحو حبه في القوة، ويُكتحل بماء ورقه فينفع من العشاء، ويدخل ورقه في الترياقات، وينفع أيضًا إذا سُحق من الحميات ولا سيما الذي يقل شربه للماء.
إسحاق بن عمران: ينفع من نفث الدم، ويقطع العطش، وهو منبّه للأكل، مفتح لطيف، ينفع من حمى الربع ومن الاستسقاء، ويقوي القلب إذا شرب أو تضمد به، وخاصة ماؤه المعتصر إذا صُب عليه الزيت وتحُسّي، فإنه يُخلص من الأدوية القتالة كلها.
التجربتين: ينفع الاستسقاء متى كان عن ورم حار في الكبد، ويكسر رهج الدم، وينفع من الحمى المطبقة، وشرابه المتخذ منه يقوي ويضعف بقدر ما فيه منه، وبزره قريب الفعل من مائه المعتصر إلا أنه أضعف.
Chicory
هذه بعض المراجع الحديثة التي تدل على أن الشيكوريا، التي هي نوع من أنواع الهندباء، هي مضادة لتسمم الكبد (antihepatotoxic):
-
في دراسة بعنوان Curative potential of Kashni (Cichorium intybus Linn.) وردت في Pharmacologyonline سنة 2010 (971-978).
-
وفي دراسة أخرى بعنوان Ameliorating effect of chicory (Cichorium intybus L.) وردت في Food & Chemical Toxicology سنة 2010.
-
وفي دراسة أخرى أيضًا بعنوان Anti-hepatotoxic activity of cichotyboside وردت في Journal of Asian Natural Products Research سنة 2008.
-
وفي دراسة أخرى أيضًا بعنوان Anti-hepatotoxic effects of root and root callus extracts of Cichorium intybus سنة 1998
ملاحظة: الشيكوريا، وهي نوع من أنواع الهندباء، بزهرها الأزرق وأوصافها، تنفع قديمًا كما ذكر علماء الطب القديم، وحديثًا كما ذكر الباحثون، من الإمساك، واضطرابات الكبد والمرارة والمعدة، والسرطان، والتهاب الجلد، وتنفع من قلة الشهية