top of page

شرح فتوى الإمام الهرري عن من يجوز له العمل بطب الأخلاط

إن العناية بصحة الإنسان من أعظم المسؤوليات التي حملها الشرعُ للناس، وقد شدد العلماء المسلمون عبر العصور على أن ممارسة الطب ليست مجالًا مفتوحًا لكل من شاء، بل لها ضوابط شرعية وعلمية صارمة يجب التقيّد بها. وفي هذا السياق، تبرز فتوى الإمام الشيخ عبد الله الهرري رحمه الله تعالى، الصادرة عام ٢٠٠٢، كموقف علمي وشرعي يحذّر من تعاطي مهنة الطب دون تأهيل أو دراية، ويضع خطوطًا حمراء لمن يتجرأ على معالجة الناس بالأعشاب والوصفات دون علم راسخ أو تجربة كافية.

 

في هذا المقال، نستعرض نص الفتوى كما ورد مطبوعًا بختم الشيخ، ونتناول بالشرح والتحليل مفاهيمها الرئيسية التي توضح خطورة التطبب بدون علم، وخطورة الاتكال على الكتب الطبية دون تأصيل أو تلقي مباشر من أهل الاختصاص، مع بيان الأضرار الواقعية التي قد تلحق بالنفوس نتيجة ذلك.

الشيخ عبد الله الهرري في درس علمي – صورة مرافقة لمقال عن فتواه في ممارسة الطب بغير علم

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين.

أما بعد فهذا شرح لفتوى الشيخ عبد الله الهرري(1)عام 2002 لمن يجوز له أن يطبب الناس مطبوعة ومنشورة بختم الشيخ رحمه الله تعالى.

فتوى الإمام الهرري.

قال الإمام الهرري "أجمع العلماء على أنه لا يجوز معاناة- أي مباشرة- الطب لعلاج المرض لمن ليس له خبرة ولم يكن من الأطباء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من تطبب ولم يُعرف به فهو ضامن" رواه أبو داود في السنن.

ومعنى الحديث أن من لا يعرف خصائص الأدوية وأحوال الأمراض مع اختلاف الأوقات، يحرم عليه أن يباشر علاج المرض بالأعشاب ونحوها.

وهذه المعرفة، تأتي بالتلقي من أهل المعرفة الذين يعرفون طبائع الأمراض والأدوية، من حرارة وبرودة ويبوسة ورطوبة واختلاف الأزمان بالنسبة للأمراض والأدوية، فيحرم الاعتماد على مطالعة كتب الطب في معالجة الأمراض من غير ذلك الشرط

المتقدم. والاسترسال في هذا من الكبائر، لأن فيه التعرض لإتلاف النفوس والأبدان، فمن تعرض لذلك فليتب إلى الله، ومن أخذ أُجرة على ذلك لم تحل له تلك الأجرة.

وبيع الدواء للمريض ليستعمله وهو ليس له هذه الخبرة حرام عليه، إلا إذا باعه ليعرضه على الطبيب ليراجعه ثم يستعمله فإنه يجوز،

 

وكثير من الناس تعاطوا هذا الطب من غير معرفة فحصل على أيديهم تلف، فويل لمن تعرض لهذا وهو ليس به خبرة كافية.

ولا يقل من لا يعرف الطب ولا قواعده "أنا أصف الدواء بناءً على استشارة طبيب على التلفون بدون أن يرى أو يعاين الطبيب الشخص المريض" فإن الطبيب قد يصف بناءً على الوصف الذي يُعطى له، ولو عاين الطبيب المريض لاختلف عنده تشخيص المرض، ولَو َصف له دواء غير المذكور.

وقال ابن حجر قال الأطباء " ُكتُبُنَا سموم قاتلة" أي لمن ليس من أهل الفن، أي لمن يعتمد على كتب الطب ويداوي الناس أو يداوي نفسه، كأنه يعطي لغيره السم أو يتناول السم، أي أن الدواء الواحد قد ينفع في وقت ولا ينفع في وقت، أو قد يضر شخصا وينفع شخصا لاختلاف أحوالهما. انتهى كلام الإمام الهرري.

 

شرح الفتوى

قال الشيخ رحمه الله: أجمع العلماء على أنه لا يجوز معاناة- أي مباشرة- الطب لعلاج المرض لمن ليس له خبرة ولم يكن من الأطباء

الشرح:  أي بالإجماع لا يجوز لمن لم يكن طبيبًا أن يعمل في الطب ويصف الدواء لعلاج المرض.

قال الشيخ رحمه الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من تطبب ولم يُعرف به فهو ضامن" رواه أبو داود في السنن. الشرح أي تعاطى علم الطب وهو لا يعرفه معرفة جيدة،

 

فقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعي العلم بالطب من ليس من أهله فقال فيما رواه النسائي (2) وأبو داود (3) وابن ماجه (4) وغيرهم: من تطبب ولم يعلم منه طب قبل ذلك فهو ضامن اهـ

 

وهذا الحديث فيه حكم شرعي واحتياط على الناس سياسي إذ في ذلك خطر شديد، ويفهم منه أن للطب قوانين وقواعد لا بد للشخص من معرفتها ولا بد له معها من تجربة وممارسة قبل أن يتعاطاه وإلا كان متعديا فمن تعاطى فعل الطب ولم يتقدم له في ذلك سابقة تجربة ولا خدمة الأطباء ومماساة المجربين فقتل فهو ضامن لأن غالب من هذه حالته أن يكون قد أقدم بالتهور على ما لم يقلبه خبرا ويحق لمثل هذا أن لا يغرر بالمهج،

ذكره الطبيب الفقيه المحدث عبد اللطيف البغدادي (5) في الأربعين الطبية المستخرجة من سنن ابن ماجه.

 

قال الخطابي (6) لا أعلم خلافًا في أن المعالج إذا تعدى فتلف المريض ضمن ، والمتعاطي علما لا يعرفه متعد وجناية المتطبب في قول الأكثر على عاقلته.

 

قال الشيخ زكريا (7) في أسنى المطالب من يطبب ولا يعرف الطب فتلف به شىء ضمن.

 

ويعرف ذلك بقول طبيبين عدلين غير عدوين له ولا خصمين.

 

ونقل الشرواني (8) في حاشيته على التحفة والشبراملسي (9) في حاشيته على النهاية عن ابن حجر المكي (10) قوله: إن الطبيب الذي لا يشخص المرض ولا يحسن الطب ولكن يطالع كتب الطب ويأخذ منها ما يصفه للمريض فما يعطاه من المريض أو أهله لا يستحقه ويحرم عليه التصرف فيه لأن ما يعطاه أجرة على ظن المعرفة وهو عار منها ويحرم عليه أيضا وصف الدواء حيث كان مستنده مجرد ذلك.

 

وذكر الشيخ شهاب الدين القليوبي (11) في تذكرته أن جميع الأمراض إنما تحدث عن فساد المزاج بفساد بعض الأخلاط المركب منها، الناشئ ذلك عن التخليط في المتناولات والهواء والأماكن والصناعات والفصول والنوم واليقظة والحركة والسكون البدنيين والنفسيين والاحتباس والاستفراغ (12).

 

وإذا أحكم الطبيب هذه فلا فساد إلا بمشيئة الحكيم الأقدس ومعرفة ذلك محصورة في العلامات (13) والنبض (14) والقارورة (15) والله أعلم اهـ

قال الشيخ رحمه الله ومعنى الحديث أن من لا يعرف خصائص الأدوية (16)

 

الشرح: أي أن الأدوية لها خاصية مثل أن نقول محلل (17)  جالي (18) مفتح (19) منضج (20)  مقطع (21)  مفتت (22)  مزلق (23)  قابض (24) مغري (25) وغير ذلك. فمن لم يعرف خصائص الأدوية قد يعطي دواء قابضا لمريض القولنج (26) فيضره أو قد يقتله وهكذا.

قال الشيخ رحمه الله وأحوال الأمراض

 

الشرح: أي الطبيب هو الذي يعرف طبائع الأمراض، لأن من الأمراض ما يكون بسبب خروج الجسم عن الاعتدال إلى الحرارة أو البرودة أو اليبوسة أو الرطوبة أو إلى الحرارة والرطوبة أو البرودة والرطوبة أو الحرارة واليبوسة أو البرودة واليبوسة. فمن لم يكن يعرف مزاج المريض ومزاج العلل لا يكون طبيبًا، كذلك الطبيب من يعرف طبائع الأدوية من حار وبارد ورطب ويابس، لأنه يحتاج إلى استعمالها بضد مزاج العلة فإنكانت العلة حارة يابسة صفراوية يناسبها استعمال الأدوية الباردة الرطبة البلغمية، وقد تتركب العلة من مزاجين متضادين كأن تكون حارة يابسة صفراوية خالطها برودة ورطوبة بلغمية، فعندها الطبيب يركب ما يناسب من الأدوية حيث إن العلة ليست صفراوية محضة ولا بلغمية محضة، فلا بد من مراعاة حرارة ويبوسة الصفراء وبرودة ورطوبة البلغم، بأن يستعمل مثلا الأدوية الحارة اليابسة مع الأدوية الباردة الرطبة مركبة بما يناسب العلة.

قال الشيخ رحمه الله مع اختلاف الأوقات

 

الشرح: أي اختلاف الأزمان بالنسبة للأمراض والأدوية، أي الفصول الأربعة ففصل الربيع معتدل الحرارة رطب والصيف حار يابس والخريف بارد يابس والشتاء بارد رطب. فالدواء الحار اليابس يقوى فعله في فصل الصيف الحار اليابس ويضعف في فصل الشتاء البارد الرطب. فإن كان المرض باردا رطبا في فصل الصيف الحار اليابس قوي فعل الدواء الحار اليابس فيه لمعاونة الفصل الدواء وعلى هذا القياس.

 

معناه:

أن المرض الحار يخف في الفصل البارد ويزيد في الفصل الحار،

والمرض البارد يخف في الفصل الحار ويزيد في الفصل البارد. فإن كانت العلة مثلا باردة يابسة تخف في فصل الربيع لأنه حار رطب، وإن كانت باردة رطبة تخف في فصل الصيف لأنه حار يابس، ويقاس على هذا باقي طبائع الأمراض والفصول.

قال الشيخ رحمه الله يحرم عليه أن يباشر علاج المرض بالأعشاب ونحوها.

 

الشرح: أي من لم يستوف الشروط السابقة يحرم عليه أن يعالج المرضى بالأعشاب ونحوها مما يستعمل مثل أصول الأعشاب وأزهارها وبذورها.

قال الشيخ رحمه الله وهذه المعرفة، تأتي بالتلقي من أهل المعرفة الذين يعرفون طبائع الأمراض والأدوية، من حرارة وبرودة ويبوسة ورطوبة واختلاف الأزمان بالنسبة للأمراض والأدوية

 

الشرح:  أي هذا الطب لا بد له من تلق لأنه ينقل نقًلا لأن أصوله معلومة وفروعه محفوظة وقد ذكر الأهوازي(27) في كتابه كامل الصناعة أن حذاق الأطباء ومهرتهم متفقون في وصفهم لطبائع الأمراض وأسبابها وعلاماتها ومداواتها.

قال الشيخ رحمه الله فيحرم الاعتماد على مطالعة كتب الطب في معالجة الأمراض من غير ذلك الشرط المتقدم. والاسترسال في هذا من الكبائر، لأن فيه التعرض لإتلاف النفوس والأبدان، فمن تعرض لذلك فليتب إلى الله، ومن أخذ أُجرة على ذلك لم تَحِلّ له تلك الأجرة.

الشرح: أي من لم يأخذ الطب بالتلقي ولم يعرف الأصول والفروع يحرم عليه الاعتماد على ما في كتب الطب لمعالجة الأمراض لأنه لا يعرف كيف يشخص المرض هل هو حار أو بارد ولا يعرف مزاج الأعشاب هل هي حارة أو باردة بل يعتمد فقط على مطالعاته لوصفات مدونة في كتب الطب من غير دراية بمزاج هذه الوصفات، والاسترسال في وصف هذه الوصفات للمرضى اعتماًدا على الكتب من الكبائر لأنه قد يصف لشخص دواء مركبًا حارا وعلته حارة فيضره، ومن تعرض لهذا الأمر كما هو حال بعض العشابين في هذا الزمن عصى الله ولا يجوز له أن يأخذ أجرة على هذا.

قال الشيخ رحمه الله وبيع الدواء للمريض ليستعمله وهو ليس له هذه الخبرة حرام عليه، إلا إذا باعه ليعرضه على الطبيب ليراجعه ثم يستعمله فإنه يجوز، وكثير من الناس تعاطوا هذا الطب من غير معرفة فحصل على أيديهم تلف، فويل لمن تعرض لهذا وهو ليس به خبرة كافية.

الشرح: أي من يبيع الدواء للمريض ويقول له هذا يفيد مرضك وهو لم يشخص المرض ولم يعرف هل هو حار أو بارد لكونه ليس طبيبًا ولا خبرة له في الطب وقع في المعصية، وفي هذا الزمان كثير ممن يتعاطى هذا الطب لا يتعلم الأصول ولا يراعيها فيصف الدواء من دون معرفة مزاجه هل هو حار أو بارد أو رطب أو يابس، ومن دون معرفة مزاج المرض هل هو حار أو بارد أو رطب أو يابس، فيحصل التلف على يديه، وأغلب المرضى لا يعرفون الطب ولا يعرفون أنه لا بد من التشخيص قبل وصف الدواء وأن على المعالج أن يسأل المريض عن علته هل هي حارة أو باردة مثًلا مع معرفة مجسة النبض والعلامات الظاهرة والبول والبراز والعلامات الخاصة بكل مرض.

قال الشيخ رحمه الله ولا يقل من لا يعرف الطب ولا قواعده "أنا أصف الدواء بناءً على استشارة طبيب على التلفون بدون أن يرى أو يعاين الطبيب الشخص المريض" فإن الطبيب قد يصف بناءً على الوصف الذي يُعطى له، ولو عاين الطبيب المريض لاختلف عنده تشخيص المرض، ولَو َصف له دواء غير المذكور.

 

الشرح: أي لا يقل من لا يعرف الأصول التي تتعلق بالحرارة والبرودة واليبوسة والرطوبة، وما يتفرع عنها من الأمراض والعلل، أنا أستشير الطبيب على التلفون من دون أن يرى الطبيب المريض أو يعاينه ولو على التلفون لأن الطبيب يسأل عن المرض ومزاجه وعلاماته ويدقق ويحقق مع المريض بالبول والبراز والنبض وغير ذلك، ثم يصف ما يناسب، أما الذي لا يعرف القواعد قد يقول للطبيب هناك مريض يشكو من غلبة السوداء ويحصل معه كذا وكذا فيصف له الطبيب الغذاء والدواء الحار الرطب وفي الحقيقة المريض عنده غلبة الدم ولو عاينه الطبيب لعلم بالحال أنه على خلاف ما سأل السائل.

قال الشيخ رحمه الله: وقال ابن حجر قال الأطباء " ُكتُبُنَا سموم قاتلة" أي لمن ليس من أهل الفن، أي لمن يعتمد على كتب الطب ويداوي الناس أو يداوي نفسه، كأنه يعطي لغيره السم أو يتناول السم، أي أن الدواء الواحد قد ينفع في وقت ولا ينفع في وقت، أو قد يضر شخ ًصا وينفع شخ ًصا لاختلاف أحوالهما.

الشرح: أي أن الأدوية في كتب الطب لها مزاج وخاصية تنفع شخصا مصابا بعلة ما وتضر شخصا مصابا بنفس العلة بحسب مزاج الدواء وخاصيته والعلة والفصل. مثًلا ًً يوجد فيكتب الطب أعشاب تنفع لوجع الرأس منها حار يابس ومنها بارد رطب وغير ذلك، فمن طالع فيكتب الطب مثًلا أن البابونج ينفع لوجع الرأس، فاستعمله لنفسه أو لغيره لكونه يعاني وجًعا في رأسه، قد يضر نفسه إن كان وجع رأسه صفراويا، لأن البابونج مزاجه حار يابس صفراوي ينفع لوجع الرأس البلغمي. ويزيد الضرر إذا أخذه في فصل الصيف الحار اليابس الصفراوي المزاج.

والدواء قد ينفع في وقت ويضر في وقت، فالمريض الذي مزاجه بارد دواؤه حار، فإذا عرض له عارض أحمى مزاجه مثًلا،كأن تعرض لحرارة شمس قوية فتبدل مزاجه من البرودة إلى الحرارة بشكل مؤقت للعارض، فعندها إعطاؤه الدواء الحار الموصوف له للعلة الباردة يصير داء له في هذه الحالة، لأنه يزيد له من حرارة المزاج العارض مما قد يوقعه في أضرار كبيرة. ووجود الشفاء للمريض بالدواء الحار في حالة كونه بارد المزاج، لا يلزم منه وجود الشفاء به له في أحوال أخرى يكون المزاج فيها قد تغير من البرودة إلى الحرارة، أو لغيره من الأشخاص أصحاب الأمزجة الحارة فإن الدواء الحار لا يكون شفاء لهم بل يزيد من حرارة أمزجتهم مما قد يؤدي بهم إلى الضرر. لذلك من قرأ فيكتب الطب معتمًدا على فهمه من غير تلق ودراسة كمن يتجرع السم أو يسقيه لغيره فليحذر.

خاتمة

هذه الشروط التي ذكرها مولانا الشيخ عبد الله الهرري واضحة لا لبس فيها، فمن ذهب إلى عشاب ممن يدعون الطب وقال أنا معي صرع أو ألم مفاصل أو ألم في المعدة أو غير ذلك من الأمراض، فلم يسأله العشاب عن مرضه هل هو حار أو بارد رطب أو يابس ولم يعتمد على ما هو مقرر في أصول الطب عند الأطباء من العلامات الظاهرة والنبض والبول وغير ذلك، بل اكتفى بقول المريض فهو متعد على الطب، وضرره كبير وإن انتفع البعض مصادفة بالدواء لكون علته حارة والدواء بارد، فليس هذا هو المقياس، بل المقياس تعلم الأصول والفروع والعمل بها، لذلك ليس لهذا العشاب أن يصف الدواء اعتما ًدا على ما حفظ من المركبات من دون علم بالطب وأصوله، لذلك نصيحتي لكل من أراد أن يذهب إلى هؤلاء لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة، فمن لم يشخص العلة هل هي باردة أو حارة أو رطبة أو يابسة، ولم يسأل عن العلامات الدالة على مزاج العلة والنبض والبول وغير ذلك من الأسئلة، ولا يعرف مزاج الدواء هل هو حار أو بارد أو رطب أو يابس، ليس مؤتمنًا على أرواحكم بل هو خطر عليكم فانتبهوا.

​(1) هو العالم الجليل قدوة المحققين وعمدة المدققين صدر العلماء العاملين الإمام الحافظ الفقيه اللغو ي الأصولي الزاهد الشيخ أبو عبد الرحمـٰن عبد الله بن محمد بن يوسف بن عبد الله بن جامع الهرر ّي موطنًا الشيبي العبدر ي القرشي نسبًا الشافعي مذهبًا، مفتي هرر. ولد في مدينة هرر حوالي سنة 2318 ه وتوفي في بيروت سنة 2419 ه

2) أبو عبد الرحمن النسائي (215 هـ – 303 هـ) محدث فقيه، وأحد أئمة الحديث النبوي الشريف، صاحب السنن الصغرى والكبرى، المعروف بسنن النسائي.

 

(3) أبو داود الأزدي السجستاني المشهور بأبي داود (202 هـ – 275 هـ) إمام أهل الحديث في زمانه، محدث البصرة، وهو صاحب الكتاب المشهور سنن أبي داود.

 

(4) أبو عبد الله ابن ماجه القزويني (209 هـ – 273 هـ) هو محدث ومفسر ومؤرخ مسلم، وأحد الأئمة في علم الحديث.

 

(5) عبد اللطيف بن يوسف بن محمد بن علي بن أبي سعد التميمي البغدادي موفق الدين أبو محمد ويلقب بابن اللباد، ولد في بغداد أو العراق (557 هـ – 629 هـ).

 

(6) سليمان بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب الخطابي الشافعي (319 هـ – 388 هـ) المشهور باسم الخطابي، محدث وفقه وعالم من كبار أئمة الشافعية

(7) أبو يحيى زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا الأنصاري الخزرجي أصلًا (824 – 926هـ) فقيه وقاض شافعي، ومقرئ، ومحدث حافظ، ومتكلّم ولغوي ومتصوف.

 

(8) الشيخ العلامة عبد الحميد بن الحسن الشرواني المكي المتوفى في سنة 1301هـ.

 

(9) الشيخ نور الدين أبو الضياء علي بن علي نور الدين الشبراملسي الشافعي القاهري (997 – 1087هـ).

 

(10) الشيخ أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي (909 – 974هـ) فقيه شافعي ومحدث ومؤرخ ومتكلّم.

 

(11) الشيخ شهاب الدين القليوبي (991 – 1069هـ) هو فقيه شافعي وأحد متأدبي، من أهل قليوب في مصر.

 

(12) أي أن الطعام والهواء والبلد والفصل الحار الرطب يفيد اليابس المزاج وعكسه، والطعام الحار اليابس يفيد البارد الرطب المزاج وعكسه، والصناعات الحارة اليابسة مثل الخباز تفيد البارد الرطب المزاج وعكسه، وكذا الباقي. وكذلك النوم الكثير يفيد صفراوي المزاج، والنوم القليل يفيد بلغمي المزاج، وهكذا. والرياضة المستمرة تفيد بلغمي المزاج، والسباحة صفراوي المزاج، وكذلك إهمال الحركة والسكون النفسانِيَّانِ يفيد ترك الغضب والكآبة وغير ذلك، وأما الاحتباس فيمنع حبس ما ينبغي حَبسُه من الغذاء في البدن ليتحول إلى جنس المغذي، والاستخراج يُخرج ما لا يحتاجه البدن

(13) أي العلامات الظاهرة من لون العين والوجه واللسان وغير ذلك.

 (14) أي مجسة النبض من حيث الطول والعرض والشهوق، والسرعة والبطء والقوة والضعف وغير ذلك. )15( أي قارورة البول من حيث الصفرة والبياض والرقة والغلظ والحرارة والبرودة وغير ذلك.

(16) أي الدواء الفاعل بالخاصية وهو الذي يفعل بجوهره أي بصورته النوعية الحاصلة له بعد الامتزاج.

 

(17) المحلل الذي يهيئ المادة للتبخر فتتبخر كالجندبيدستر.

(18) الجالي الذي يجرد الرطوبة اللزجة عن مسام العضو كالعسل.

(19)المفتح ما يخرج المادة السادة عن المجاري إلى خارج كالكرفس.

 

(20) المنضج ما يعدل قوام الخلط ويهيئه للدفع.

(21) المقطع ما يقسم المادة إلى أجزاء صغار ويفرق اتصالها وإن بقيت على غلظها. )22( المفتت ما يصغر أجزاء الخلط المتحجر كالحجر اليهودي.

(2) المزلق ما يبل سطح الفضلة المحتبسة في المجرى فتنزلق وتخرج كالإجاص.

 

(24) القابض ما يجمع أجزاء العضو.

 

(25) المغري شىء يابس ذو رطوبة لزجة يلتصق على الفوهات فيسدها.

(26) في مصطلح الأطباء قولنج مرض آلي يعرض في الأمعاء الغلاظ لاحتباس غير طبيعي، ويوجع، وقد يقوى فيقتل، بخلاف الصداع، وقيل هو انسداد المعى وامتناع خروج الثفل والريح منه، مشتق من القولون وهو اسم معى بعينه وهو الذي فوق المعى المستقيم الذي هو آخرها، وقيل هو انعقال الطبيعة، أو احتباسها، لانسداد المعى المسمى قولون، وشر أنواعه يسمى إيلاوس، وقيل إنكان في الأمعاء الدقاق فالاسم المخصوص به إيلاوس، ومن أنواعه حسب السبب، الثفلي والورمي والريحي والبلغمي، والالتوائي وهو أن تنقلب الأمعاء بسبب من الأسباب المعلومة (كيبس الطبيعة أو حرارتها أو طعام يابس أو غير ذلك من الأسباب) فتسد الطريق.

(27) هو أبو الحسن علي بن عباس الأهوازي من أشهر أطباء الدولة العباسية في طب الأخلاط خلال القرن الرابع الهجري، إنجازاته العلمية أعطته مقامه الأول بين أطباء عصره ومن سبقه ومن جاء بعده من أطباء الشرق والغرب، وكتابه " كامل الصناعة الطبية" أو "الكتاب الملكي" كما اشتهر، صار مرجعًا لجميع أطباء الشرق والغرب على السواء.

​​

bottom of page