من العلامات الكلية لفهم طبيعة الجسم: هل هو حارّ أم بارد؟ رطب أم يابس؟ لون البدن
- الدكتور هاني البطل

- 30 أغسطس
- 3 دقيقة قراءة
تاريخ التحديث: 7 سبتمبر
هذا المقال من موقع د. هاني البطل الرسمي حول طب الأخلاط، حيث تجد المزيد من المقالات و الفيديوهات التعليمية.
يُعَدّ لون البدن من العلامات الكلية التي تكشف طبيعة الجسم. والمقصود بلون البدن هو لون ظاهر الجسد، أي الجلد. والأصل أن الجلد عضو عصبي لونه أبيض، ولهذا نراه يزداد بياضًا عند غسله جيدًا بالماء الحار. فهذا هو اللون الطبيعي للجلد، أما ما عداه من تغييرات في اللون فهو لون مكتسب.

لون الجلد ودلالته
لون البدن، يعني لون ظاهر البدن، هو الجلد. وفي الأصل الجلد هو عضو عصبي لونه أبيض، ولذلك نراه يزداد بياضا عندما يغسل جيدا بالماء الحار. هذا في الأصل الجلد يكون هكذا لونه، وغير ذلك فهو مكتسب لهذا الجلد.
البياض وعلاقته بالبرودة والبلغم
البياض علامة البرودة وغلبة البلغم، لأن البلغم لونه أبيض، وقد يكون اللون أبيض مع عدم البلغم أيضا في ظاهر البدن. أما أنه يكون مع البلغم، فيكون البياض بسبب البرودة وبسبب غلبة البلغم.فهو أمر واضح، ولكن هناك فرق بينه وبين ما كان البياض ليس بسبب البلغم.
فلين الملمس ونداوة الجلد دليل البلغم مع البياض
أيضا، ترهل الجسم، هذا دليل أن هذا يغلب عليه البلغم، أو هذا أحد أدلة البلغم. الترهل هو رخاوة اللحم.
و قد يكون اللون الأبيض بسبب أن العصب لونه في الأصل أبيض، والجلد تكثر فيه الأعصاب.
الحمرة وعلاقتها بالحرارة والدم
الحمرة دليل الحرارة وغلبة الدم. الجلد لونه أبيض في الأصل، فإذا احمر، فلا بد هذا الحمار يكون لغلبة الدم، لأنه لو لم يغلب الدم في الجسم، لما شمل الظاهر، لأنه لو كان قليل الدم، لما كفى لظاهر الجسم وباطنه.
فحمرة لون البدن هي دليل الحرارة، ودليل غلبة الدم.
هنا نتكلم عن المزاج الذي هو بالجبلة، أي بالخلقة، ثم لاحقا نتكلم عن الذي يكون عارضا.
حمرة لون البدن، هذا دليل الحرارة وغلبة الدم. لأن الجلد لما يحمر، لا يحمره إلا الدم، ولولا أن الدم فيه بكثرة، ما وصل إلى الظاهر.
الاعتدال بين البياض والحمرة
اللون المتوسط بين البياض وبين الحمرة، هو دليل الاعتدال بين الحرارة والبرودة، لأنه لا يغلب شيء على شيء، من البلغم أو من الدم.
السمرة وعلاقتها بالحرارة
سمرة لون البدن دليل الحرارة. لما قلنا سابقا بأن الجلد هو أبيض في الأصل، لأن العصب أبيض، فلا بد لكي يحصل فيه سمرة من حرارة تحرق الجلد حتى تسمره. ما يمتزج من هذا بالبياض تحصل منه السمرة.
ولكن، هذه السمرة للحرارة، يشترط فيها أن يكون معها قدر من الدم الغالب، وإلا لزم أن يكون اللون فيه كمودة.
كمودة اللون، هذا سواد يسير قليل غير مشرق، لون يضرب إلى السواد، بحيث يذهب صفاء اللون.
الصفرة وغلبة الصفراء أو قلة الدم
اللون الأشقر، صفرة الجلد، لون الشقرة فيه هذه تدل على غلبة الصفراء، أو الدم الذي خالطه الصفراء.
ليس فقط هو غلبة الصفراء، ولكن قد يكون لقلة الدم كما في الناقهين.
من هو الناقه؟
الناقه الإنسان الذي صح من مرضه، ولكن بعد فيه ضعف، هو الذي خرج من المرض وتماثل للشفاء، ولم تكتمل قوته بعد، هذا يسمى ناقها.
الناقه، وإن لم تكن هناك الصفراء فيه كثيرة، لكن بسبب المرض والتحلل الكثير من الدم عنده، لأن الدم هو المحلل، فإذا قل، اصفر البدن، وليس شرطا أن يكون هو من غلبة الصفراء، إنما بسبب أنه كان في المرض وخرج من المرض، أو قد يكون لقلة الدم.
والفرق بين الصفرة التي تكون لغلبة الصفراء، التي قلناها سابقا، والصفرة التي تكون لقلة الدم، أن الصفرة التي تكون لغلبة الصفراء، يكون معها حرارة ظاهرة. أما الصفرة التي تكون مع قلة الحرارة وقلة الدم، ويكون هناك ضعف في البدن، كما يشاهد كثيرا ممن يكون عندهم ضعف في الدم ووهن وضعف في البدن، أنه عنده صفرة، وهذا ليس لغلبة الصفراء، إنما بسبب ضعف البدن وقلة الدم.
الكمودة وإفراط البرد والسوداء
الكمودة تكون لإفراط البرد والسوداء. لأن السوداء هكذا لونها كمد، يضرب إلى السواد. لأنها تدل أيضا على جمود الدم للبرد، هذا دليل على إفراط البرد، تكدّر لون الجلد وعدم إشراقه، يكون لجمود الدم، فإذا جمد الدم، يصير سوداء، تكون البرودة غالبة، لأن البرد مجمد.
أيضا إذا كان لون الجلد باذنجانيا، بلون الباذنجان، هذا يدل على البرد أيضا واليبس، لأنه هذا اللون يتبع السوداء أيضا.
الكمودة وإفراط البرد والسوداء
أما أما فكان هناك لون جصي، من الجص، فهو يدل على البرد والرطوبة، يدل على البلغم.
أما اللون الرصاصي، يدل على البرودة والرطوبة مع سوداء ما. يدل على البرودة والرطوبة، على البلغم الذي خالطه سوداء فجعل لونه هكذا.
أما اللون العاجي، فهو يدل على برودة بلغمية مع قليل من الصفراء، لأنه لون أبيض مع صفرة خفيفة.
الخاتمة
من خلال ما تقدّم، نرى أنّ لون الجلد ليس مجرّد مظهر خارجي، بل هو علامة مهمّة تُسهم في فهم طبيعة الجسم ومزاجه الكلي: هل يغلب عليه البرد أم الحرارة، الرطوبة أم اليبوسة. هذه العلامات كانت وما زالت من الأدوات الأساسية التي اعتمدها الأطباء في طب الأخلاط للتشخيص والوقاية. إنّ إدراك دلالات الألوان يساعدنا على ربط المظهر الخارجي بالحالة الداخلية للجسم، وهو ما يفتح لنا بابًا أوسع لفهم التوازن الصحي الذي يحتاجه الإنسان في حياته اليومية.
✨ للمزيد من المقالات والفيديوهات عن طب الأخلاط، تفضل بزيارة الموقع الرسمي:
.png)
%20(1080%20x%201920%20px.png)
جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه