شرح كلام الإمام المازري عن الطب
ُعَدُّ علم الطب من العلوم التي تحتاج إلى دقةٍ بالغة وتفصيلٍ عميق، لما في طبيعة الأمراض وأسبابها من تنوعٍ واختلاف، ولأن العلاج النافع في ظرفٍ معين قد يتحول إلى ضارٍّ في ظرفٍ آخر بسبب تغيّر أحوال المريض أو مزاجه أو العوامل المؤثرة فيه. وقد أشار الإمام المازري – رحمه الله – إلى هذه الحقيقة في كلامٍ نفيس نقله الحافظ ابن حجر العسقلاني في “فتح الباري”، مبينًا أن اختلاف السنّ، والفصول، والعادات، وأنواع الأغذية، وقوة الطباع، كلّها عوامل مؤثرة في تشخيص المرض ووصف الدواء المناسب. ويهدف هذا المقال إلى شرح كلام الإمام المازري وبيان دقته، مع ضرب مثال عملي بعلة الزكام، ليتضح كيف يتعامل طب الأخلاط مع أبسط الأمراض بدقةٍ منهجية، ويظهر بذلك ما لهذا الطب من أصول راسخة وفروع متشعبة تستوجب التخصص العميق والدراسة المتأنية

شرح كلام الإمام المازري ([1])عن الطب
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني ([2]) في كتابه فتح الباري شرح صحيح البخاري ما نصه: " وقال المازري ولا شك أن علم الطب من أكثر العلوم احتياجا إلى التفصيل حتى أن المريض يكون الشىء دواءه في ساعة ثم يصير داء له في الساعة التي تليها لعارض يعرض له من غضب يحمي مزاجه مثلا فيتغير علاجه، ومثل ذلك كثير، فإذا فرض وجود الشفاء لشخص بشىء في حالة ما لم يلزم منه وجود الشفاء به له أو لغيره في سائر الأحوال. والأطباء مجمعون على أن المرض الواحد يختلف علاجه باختلاف السن والزمان والعادة والغذاء المتقدم والتأثير المألوف وقوة الطباع " اهـ
قول المازري: " ولا شك أن علم الطب من أكثر العلوم احتياجا إلى التفصيل "
أقول وذلك لأن الأمراض كثيرة وتختلف طبائعها بحسب الأسباب فالمرض الواحد قد يكون حارا أو باردا أو رطبا أو يابسا وكل مرض له علاماته الدالة على كون السبب حارا او باردا أو رطبا أو يابسا، لذلك الأمراض تحتاج إلى تفاصيل كثيرة للاستدلال على الأسباب ثم وصف العلاج
وقوله: " حتى أن المريض يكون الشىء دواءه في ساعة ثم يصير داء له في الساعة التي تليها لعارض يعرض له من غضب يحمي مزاجه مثلا فيتغير علاجه، ومثل ذلك كثير "
أقول إن المريض إذا كان مزاجه باردا فدواؤه حار، فمن كان عنده صداع بارد مثلا، فوصف له الطبيب الغار لكونه حارا يعالج به الصداع البارد، فإذا عرض للمريض عارض أحمى مزاجه مثلا، كأن تعرض لحرارة شمس قوية فتبدل مزاجه من البرودة إلى الحرارة للعارض بشكل مؤقت، فعندها إعطاؤه دواء الغار الحار الموصوف له لعلة الصداع البارد يصير داء له في هذه الحالة، لأنه يزيد له من حرارة المزاج العارض مما قد يوقعه في أضرار كبيرة. فالدواء الكيمياوي المسيل للدم يعرف بأنه حار الطبع من فعله بالتسييل، لأن من شأن الحرارة التسييل والبرودة التغليظ، فلو أعطي الدواء الكيمياوي المسيل للدم لمريض عنده تخثرات دموية لتحلل هذه التخثرات، فتعرض المريض في وقت من الأوقات لشمس قوية مثلا أو حمى أو غضب أحمى مزاجه وزاد في سيلان دمه، فيصير أخذ الدواء الكيمياوي المسيل الحار المزاج داء له في هذه الحالة لأنه قد يؤدي به مع وجود إحدى هذه العوارض التي أحمت مزاجه إلى حدوث نزيف في العروق الدموية.
وقوله: " فإذا فرض وجود الشفاء لشخص بشىء في حالة ما لم يلزم منه وجود الشفاء به له أو لغيره في سائر الأحوال "
أقول فوجود الشفاء للمريض بالدواء الحار في حالة كونه بارد المزاج، لا يلزم منه وجود الشفاء به له في أحوال أخرى يكون المزاج فيها قد تغير من البرودة إلى الحرارة، أو لغيره من الأشخاص أصحاب الأمزجة الحارة فإن الدواء الحار لا يكون شفاء لهم بل يزيد من حرارة أمزجتهم مما قد يؤدي بهم إلى الضرر.
وقوله: " والأطباء مجمعون على أن المرض الواحد يختلف علاجه باختلاف السن والزمان والعادة والغذاء المتقدم والتأثير المألوف وقوة الطباع "
أقول فسن الطفولة غالبا حار رطب وسن الممعن في الشباب غالبا حار يابس وسن الكهولة غالبا بارد يابس وسن الشيخوخة غالبا بارد يابس.
أما الزمان فمنه حار رطب وهو الربيع، ومنه حار يابس وهو الصيف، ومنه بارد يابس وهو الخريف، ومنه بارد رطب وهو الشتاء.
وأما العادة أي ما اعتيد عليه فمن الناس من عادته أن يأكل في يوم مرة وفي اليوم الثاني مرتين أو كان تاركا للرياضة بالمرة مائلا إلى الدعة فينبغي مراعاة هذه العادة لأن جسمه قد اعتاد عليها وتغييرها بالتدريج إن كان هناك حاجة.
وأما الغذاء فمنه حار رطب دموي المزاج يولد الدم، ومنه بارد رطب بلغمي المزاج يولد البلغم، ومنه حار يابس صفراوي المزاج يولد الصفراء، ومنه بارد يابس سوداوي المزاج يولد السوداء ومنه معتدل.
وأما التأثير المألوف أي المؤثرات المعهودة مثل التأثر من حر النار أو الشمس لمن تعرض لهما كثيرا فهما يعهد منهما جعل الجسم حارا.
أما قوة الطباع فالطبائع أربعة الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة، فمن الناس من كان طبعه الحار قويا ومنهم من كان طبعه البارد قويا وهكذا.
ولمزيد توضيح هذه الفتوى الشرعية الطبية أقول لو كان هناك شخصان أحدهما شيخ والآخر شاب أصيبا بعلة الزكام، فالطبيب ينظر هل زكام الشيخ والشاب حار أو بارد، مع النظر إلى الفصل الذي فيه حصلت العلة، مع عادة كل واحد منهما ومع مزاج الغذاء المأكول من كل منهما، مع ما يؤثر بهما من المؤثرات الخارجية كالرياح الباردة أو الحارة، مع النظر إلى قوة حرارة وبرودة المريضين، فلو كان زكام الشيخ باردا في فصل بارد وعادته الدعة والسكون وغذاؤه المأكول بارد وتعرض لريح باردة، وكانت برودة طبعه قوية فأدويته لا بد أن تكون شديدة الحرارة بما يناسب سنه والزمان والعادة والغذاء المتقدم والتأثير المألوف وقوة الطبع، ولو كان زكام الشاب حارا في فصل حار وعادته الرياضة المسخنة للبدن وغذاؤه المأكول حار وتعرض لريح حارة، وكانت حرارة طبعه قوية فأدويته لا بد أن تكون شديدة البرودة بما يناسب سنه والزمان والعادة والغذاء المتقدم والتأثير المألوف وقوة الطبع.مع كون العلة واحدة وهي الزكام إلا أنها تفترق بين حار وبارد ولو أعطي دواء الشيخ الحار للشاب لضره ولو أعطي دواء الشاب البارد للشيخ لضره، وعلى هذا أجمع الأطباء.
كل هذا التقسيم يراعيه الطبيب عند وصف الدواء الذي لا يخلو بدوره أن يكون باردا أو حارا أو رطبا أو يابسا.
ولمزيد إظهار دقة هذا الطب ونفعه العظيم سأشرح بالتفصيل ما يقوله الأطباء القدماء عن أنواع الزكام:
الزكام هو تحلب فضول رطبة من بطني الدماغ المقدمين ([3]) إلى المنخرين، وإنما قيد البطنين بالمقدمين لأن البطن المؤخر قلما يتصفى منه شىء لصغره ولأنه أيضا موضوع الطرف وقد جعل مخرجا للنخاع ([4]) يتحلل أكثر فضوله منه والبعض الآخر يندفع في مجرى مشترك بين المقدم من الدماغ والجزء المؤخر منه إلى غدة موضوعه بين الغشاء الصلب وبين عظم الحنك وأما البطنان المقدمان فعند الحد المشترك بينهما مجرى يندفع الفضل منهما إليه ثم إلى الزائدتين الشبيهتين بحلمتي الثدي إلى العظم المشاشي الذي تحتهما إلى الخيشوم فظهر من هذا أن ما يندفع من الفضول إلى المنخرين إنما هو من البطين المقدمين لا غير .
وسببه: إما سوء مزاج حار يعرض للدماغ من أسباب خارجية مثل حرارة الشمس أو وضع الأدهان الحارة على الرأس ونحوه مثل رائحة المسك والزعفران ([5]) فيسخن الرأس وترق الفضول التي فيه وتنجذب الفضول إليه أي إلى الرأس أيضا من جميع البدن بسبب سخونته لأن السخونة تحلل وتستفرغ ما في الرأس من الرطوبات فتنجذب إليه بدلها من البدن لضرورة الخلاء كما ينجذب الدهن إلى النار وينزل بعضها عند امتلاء الرأس ورقة فضوله من المنخرين.
وعلامته: حكاك ولذع في الأنف لحدة ما يسيل إليه وبورقيته وحمرة العينين .
وعلاجه: استفراغ البدن إن كان ممتلئا بالفصد والإسهال لئلا تتصعد المواد منه إلى الرأس والاستحمام بالماء الفاتر لأنه يبرد بالقوة ويسكن الحكاك واللذع بالإرخاء والتليين ولا يكثف الجلد ولا يسد المسام كالماء البارد فإن القبض والتكثيف بعد تخلخل الدماغ وترقيق الفضول ممد للزكام وتنشق الأدهان الباردة مثل دهن البنفسج والنيلوفر والقرع ([6]) ليسكن الحكاك ويبرد الدماغ ومنع السيلان إن طال بالتبخير بالكافور ([7]) بأن توضع زجاجة على الجمر وينثر الكافور عليها فإنه يبرد ويجفف الرطوبة ويجمدها بفرط التبريد أو بالنخالة ([8]) المتتقعة في الخل ([9]) فإنها تبرد وتجفف الرطوبات ويسقى طبيخ البنفسج ([10]) والخشخاش ([11]) والحسو المتخذ من ماء النخالة ودقيق الباقلاء والنشا والكثيرا ([12]) أو دهن اللوز ([13]) والسكر ([14])
وقد يكون سببه حرارة مزاج الدماغ نفسه من غیر أن تصیبه حرارة خارجیة وربما کان مع حرارة جمیع البدن فتصعد منه إلیه أبخرة کثیرة تملؤه مع أن الفضول المنحدرة من الدماغ في الأکثر تکون حادة مرّیّة ([15]) علی ما قال البعض لأن المادة الواصلة إلیه لتغذیته تکون کثیرة المرار لیسهل تصعدها إلی الدماغ والدماغ إنما یتغذی بالأجزاء الباردة الرطبة من تلك المادة فتبقی الأجزاء المریة مخالطة لما یفضل عن غذائه ویندفع معه.
وعلامته: تلك العلامات المذکورة فی الحرارة الخارجیة مع تغیر النبض إلی العظم والسرعة والتواتر وتغیر القارورة إلی الصفرة.
وعلاجه: الفصد ([16]) إن کان واجبا لتقلیل المادة ومیلها إلی الجهة المخالفة وتلیین البطن کذلك أیضا بطبیخ البنفسج وأصل السوس ([17]) والخطمي ([18]) والسبستان ([19]) والعناب ([20]) والخیارشنبر ([21]) وسقي ماء الشعیر ([22]) وتبدیل المزاج بالنطولات ([23]) والأدهان والشمومات ([24]) الباردة وغیرها.
وقد يكون سببه سوء مزاج بارد یعرض للدماغ من أسباب خارجیة مثل ما یکون من برد یصیب الرأس فیستحصف الجلد وتنسدّ المسام وتحتقن البخارات التی کانت تتحلّل عن الدماغ فیرتکم فیه ویصیر رطوبات وینتکس منه إلی المنخرین وأیضا یبرد منه جوهر الدماغ ویتکاثف لأنه بسبب تخلخله یصل البرد إلی قعره بسهولة وبسبب لینة ورخاوة بنیته یسرع إلیه الجمود والتکاثف وحینئذ لا ینهضم فیه ما یصل إلیه من الغذاء لضعفه فیصیر فضلا وینزل.
وعلامته: أن یحدث بعقبها أی بعقب الأسباب الخارجیة المبردة.
وعلاجه: أن یکمد ([25]) بخرق مسخنة حتی تصل حرارته إلی غور الرأس ویدخل الحمام لتفتیح المسام ونضج الفضول ویقطع السیلان إلی الأنف بالتبخیر بالعود الذی یسخن الدماغ ویفتح مسام السدد مثل اللادن ([26) والقسط ([27]) والشونیز ([28]) المنقوع فی الخل. ([29])
وقد يكون سببه برودة مزاج الدماغ نفسه فإن الدماغ البارد لا ینضج ما یصل إلیه من الغذاء ولا یتحلّل ما یتصاعد إلیه من الأبخرة بل ینکس الغذاء فضولا لعدم النضج وتتراکم فیه البخارات لعدم التحلّل فیبرد ویصیر رطوبات وینزل إلی المنخرین لغلظها فتدوم علیه النوازل.
وعلامته: کلال الحواس والکسل وثقل الرأس من غیر سخونة والاسترواح إلی ما یسخن الرأس وسائر دلائل برودة الدماغ.
وعلاجه: تسخین الرأس بالکمادات ([30]) والنطولات ([31]) مثل طبیخ البابونج ([32]) والإکلیل ([33]) والمرزنجوش ([34]) والشمومات مثل الشونیز المحمّص ([35]) والأنیسون([36]).
وقد يكون سببه إمتلاء یحدث فی جمیع البدن وفی الرأس غیر أن ما فی الرأس أکثر وترتفع إلیه أیضا من البدن بخارات تزید فی امتلائه وهذا یتنوع بأربعة أنواع:
فالأول ما تغلب علی بخاراته المحتقنة الصفراء
وعلامته: أن یجد العلیل فیما یجري من منخریه حدّة حتی یجد أن منخریه یحترقان منه وأن یجد مع ذلك صداعا لإمتلاء الدماغ من تلك المادة الحادّة ولهیبا وعطشا ([37]) وتغیرا فی لهواته إلی المرارة لما یندفع من تلك المادة الصفراویة شیء من البطن الأوسط إلی غدة موضوعة بین الغشاء الصلب والحنك ثم منها إلی الحنك فیجد التغییر والمرارة فی لهواته ویجد فی عینیه حرقة لأن تلك المادة اللذاعة حیث کانت مائلة إلی المنخرین ومقدم الوجه یندفع شیء منها إلی العینین وتدمیعا بسبب اللذع والحرقة وبسبب اندفاع المادة.
وعلاجه: حلّ الطبیعة واستفراغ ([38]) المادة بماء الفواکه ([39]) مع الخیارشنبر ([40]) والترنجبین ([41]) وسقي ماء الشعیر ([42]) والاقتصار من کل الغذاء علیه والانکباب علی ماء الحشائش کالبنفسج ([43]) والبابونج ([44]) والخطمی ([45]) وورق الخس ([46]) وقشور الخشخاش ([47]) إن عسر النضج أي نضج الخلط المحتبس فی الدماغ فإن الأبخرة المتصاعدة منه إلی الدماغ بما فیها من قوی الأدویة تبرد الدماغ وترطبه وتسکن لذع المادة وتزیل رقّتها وتعدّل قوامها وسقي شراب الخشخاش ([48]) إن کان ما ینزل رقیقا حتی یغلظ فلا ینصبّ إلی الحجاب وأغشیة الصدر ولا ینفذ فی غشاء المنخرین ولا في العینین فیحدث فیها الحرقة واللذع فإن حدثت سدّة فی المصفاة ([49]) ولم یجر الخلط إلی الأنف، بخر بسکر الطبرزد ([50]) والجلجلان ([51]) والعنبر ([52]) فإن التبخیر بها یفتح السدة ویقوي الدماغ ویدفع البخار ولا یسخن تسخینا کثیرا.
.
والثاني: ما تغلب علی بخاراته المحتبسة البخارات الدمویة.
وعلامته: أن یجد مع الزکام حمرة فی عینیه وحالة شبیهة بالسدد من ثقل الرأس وکدورة الحواس والبهت والهیمان وذلك بسبب إمتلاء الدماغ من تلك الأبخرة الغلیظة وتراکمها وثقلها علیه فتحتقن الروح ([53]) والحرارة الغریزیة ([54]) فیه فیبرد ویخدر؛ لأنه یهم بالنوم؛ لأن الأبخرة الدمویة بکثرة رطوبتها تغلظ الروح وتکدّرها فیتعسر علیها البروز الی الظاهر ویوجب للأعصاب الإسترخاء والإطباق أیضا ولا ینام لأنها بسبب حرارتها تبسط الروح وتحرکه إلی الخارج فلا یتأتّی منه النوم الغرق ویجد في لهاته وعموره ([55]) وأذنیه ووجهه کالدغدغة والحکاك لأن تلك الأبخره لغلظها تحتبس تحت الجلد ولا تتحلّل بسهولة فیحدث بحرارتها الحکاك واللذع والحدّة ویجد فیما یستنثر أي یستنزل من الأنف توریدا أي لونا شبیها بلون الورد وفي فمه حلاوة وتغیر الطعم لما یعرض للفضول المحتبسة في الدماغ من تعفن ([56]) وتغیر مّا.
وعلاجه: فصد القیفال ([57]) وحل الطبیعة وإلزام ماء الشعیر ([58]) وشراب العناب ([59]) والخشخاش ([60]) فإن وقعت سدة ولم یجر الخلط بخر بذلك البخور المذکور في الصفراوي وقد یزید فیه السنبل ([61]) والسندروس ([62]) والعود ([63]) لأن المادة هاهنا اغلظ فیحتاج في التفتیح إلی ما هو أسخن وینکبّ علی ماء الحشائش کالبابونج ([64]) والإکلیل ([65]) والمرزنجوش. ([66])
والثالث: ما تغلب علی البخارات المحتقنة البخارات الرطوبیة البلغمیة وهذا أسلم الأنواع؛ لأن المرض الملائم لمزاج العضو أقل خطرا من غیر الملائم؛ لأن المرض المضاد إنما یکون عند قوة السبب الفاعل له إذ لو لم یکن قویا لم یقدر علی قهر المزاج والإستیلاء علیه.
وعلامته: ثقل الرأس لامتلاء الدماغ وضعف القوة عن إقلال الرأس وثقل الحواس أی کدورتها لغلظ الروح وإسترخاء الأعصاب وانطباقها فلا تنفذ فیها الروح علی المجری الطبیعی وأن یکون في کلامه تغیر شدید وغنة؛ لأن الخیشوم آله لتصفیة الصوت وتحسینة وإذا انسدّ بالبلغم الغلیظ اللزج لا یمکن التکلم بإفصاح. وتجد فی فمه مائیة لما ینجلب إلیه من الدماغ ولا یجد لشیء یأکله أو یشربه طعما علی ما یجب لکدورة الحواس ولتلطخ اللسان بالرطوبة الغریبة ([67]) اللزجة لإمتلاء الأعصاب التی تجیء إلیه بالحس وعندما ینام أو یأکل شیئا یعضّ لسانه. أما عند النوم فلما تجتمع الرطوبات والأبخرة التی تتحلّل في الیقظة في عضلات الفك وأعصابه ویعرض له ثقل وتمدّد مّا فتحرّکها الطبیعة عند النوم لتتحلل منها تلك الفضول ویتحرك معها اللسان علی سبیل العادة کما یتحرك لتقلیب الطعام ووضعه فیما بین الأسنان فیعضّ علیه وأما عند الأکل فلأن اللسان آلة لتقلیب الممضوغ وجمعه وردّه إلی ما بین الأسنان وإذا عظم وغلظ ثقل علیه الرجوع والحرکة من بین الأسنان إلی باطن الفم فیعض علیه.
وعلاجه: حلّ الطبیعة بطبیخ الزوفا ([68]) وأصل السوس ([69]) والتین الیابس ([70]) مع الترنجبین ([71]) والاقتصار من الغذاء علی الأحساء المتخذة من الماش ([72]) ولب اللوز ([73]) بلا سکر ([74]) أو مع الیسیر منه وعلی الجلاب ([75]) بدل الماء لأن الماء یفجّج المادة ویبطئ بالنضج ویزید فی البلغم والانکباب علی ماء الحشائش الحارة مثل الشبت ([76]) والبابونج ([77]) والقیصوم ([78]) والسعتر ([79]) والإکلیل ([80]) إن احتیج إلیها من الإنضاج ویبخر للسدّة إن عرضت بالسکر الأحمر ([81]) والسنبل ([82]) والحرمل ([83]) والسندروس. ([84])
والرابع: ما تغلب علی البخارات المحتقنة البخارات السوداویة وهو أقلّ حدوثا لقلّتها فی البدن ولأن عروض الأمراض السوداویة للدماغ بسبب مخالفة مزاج السوداء لمزاجه لا یکون إلّا بسبب قوي وهو قلیل.
وعلامته: أن یجد في عینیه جفافا مع ما یجد فی رأسه من الثقل والصداع ویجد فمه طعم شیء محترق لما یجلب شیء من المادة المحترقة ([85]) إلی الحنك وإن شمّ شیئا شمّ رائحة الدخان والعفونة لاندفاع شیء من تلك المادة إلی الخیشوم والمصفاة واستقرارها هناك فتتکیف جمیع الروائح المشمومة بتلك الکیفیة.
وعلاجه: سقی ماء الشعیر ([86]) المطبوخ مع الخشخاش ([87]) والحریرة المتخذة من النشا ([88]) والسکر ([89]) ودهن اللوز ([90]) والإنکباب علی ماء الحشائش الرطبة مثل البنفسج ([91]) والخطمي ([92]) وورق الخس ([93]) والخشخاش ([94]) والقرع ([95]) والتنطیل به علی مقدم الرأس
خاتمة
إن كلام العلماء في الطب واضح وجلي لمن كان يعرف طب الأخلاط، وهي قواعد نصوا عليها لتتبع ويتنبه بها إلى الأحكام الشرعية المتعلقة بالطب. وقد ضربت مثلا الزكام هذه العلة البسيطة السهلة العلاج عند القدماء بقصد إظهار دقة وحلاوة وجمال هذا الطب الذي قرر شرعا أنه فرض كفاية، وكتبت بالتفصيل عنها ليتنبه إلى عدم الإفتاء بغير علم حتى في مثل هذه العلة البسيطة، فكيف بباقي العلل والأمراض التي هي أشد وأصعب، فكل العلل التي هي حوالي ثمانمائة علة تنقسم بهذه الدقة وهذا الجمال بين حار وبارد ورطب ويابس، فإن طب الأخلاط طب له أصول وفروع يحتاج من أراد أن يدرسه إلى سنوات طويلة من خمس سنوات إلى خمسة عشر سنة حتى يكون طبيبا ماهرا وذلك لغزارة المعلومات الطبية الدقيقة والمفيدة المتعلقة بمعرفة أسباب وعلامات وعلاج الأمراض، لذلك يحذر ممن يصف لغيره أعشابا طبية وهو لا يعرف مزاجها ولا مزاج الأمراض ولا الشروط المقررة عند الأطباء، وما أكثر هؤلاء في الأمة في هذا الزمن، هؤلاء يتجاوزون الشرع ويصفون لأنفسهم أو لغيرهم الأدوية من غير معرفة الطب، فهم في الحقيقة آثمون عليهم ذنب.
([1]) أبو عبد الله محمد التميمي المازري فقيه مالكي كان إمام المالكية في زمانه قيل ولد سنة 453 هـ وتوفي سنة 536 ه عاش في تونس وتلقى تعليمه الديني فيها كما تعلم الطب حتى صار ممن يفتي فيه كما يفتي في الفقه
([2]) أحمد بن علي العسقلاني المعروف بالحافظ ابن حجر العسقلاني ولد سنة 773 هـ توفي سنة 852 هـ
([3]) في مصطلح الأطباء بطون الدماغ تجاويف فيه مملوءة بخارا تسمى عند الأطباء روحا نفسانيا
([4]) في مصطلح الأطباء النخاع : خيط أبيض في جوف عظم الرقبة يمتد إلى الصلب والفتح والضم لغةـ، وله ثلاثة أغشية أحدها المماس وهو من الحجاب الرقيق والثاني فوقه وهو الغليظ والثالث فوقهما وهو رباطي من منقاري القحف
(5]) المسك والزعفران حاران يابسان
([6]) هذه أدهان باردة رطبة
([7]) الكافور بارد يابس
([8]) النخالة حارة يابسة
([9]) الخل بارد يابس
([10]) البنفسج بارد رطب
([11]) الخشخاش بارد يابس
([12]) الباقلا والنشا والكثيرا باردة يابسة
([13]) دهن اللوز الحلو معتدل إلى البرد كثير الرطوبة
([14]) سكر القصب حار رطب
([15]) في مصطلح الأطباء المرة : هي الخلط الفضلي من الدم والصفراء والسوداء واعلم أن الأطباء أطلقوا لفظ المرة والمراد المرار ففي الغالب يريدون بذلك المرار الأصفر والمرة السوداء هي السوداء المحرقة
([16]) في مصطلح الأطباء الفصد : تفرق اتصال إرادي واقع في العروق بالمبضع
([17]) أصل السوس حار أو معتدل رطب أو يابس
([18]) الخطمي بارد رطب، وقيل حار باعتدال
([19]) سبستان قيل إنه بارد، وقيل إنه حارّ رطب
([20]) عناب معتدل مطلقا وقيل رطب
([21]) خيار شنبر معتدل أو حار رطب أو بارد
([22]) ماء الشعیر بارد رطب
([23])في مصطلح الأطباء النطولات : هي المياه الفاترة طبخت فيها بعض الحشائش يستعملها المرضى بالصب على أبدانهم أو بالجلوس فيها وبالانكباب على بخارها كذا قال العلامة وقال الجوهري نطلت رأس العليل بالنطول وهو أن يحمل الماء المطبوخ بالأدوية في كوز ثم يصبه على رأسه قليلا قليلا وقال محمد الأقسرائي النطول أن تغلى الأدوية ويصب ماؤها على العضو فاترا أو يطلق أيضا على الصوفة المغموسة في الأدوية التي أغليت إذا وضعت على العضو وليس بينه وبين السكوب كثير فرق فإن السكوب أن يصب قليلا قليلا قلت قد فرق بينها في السكوب وقد ذكر وهو من المعالجات الخاصة بالعضو وهو ينقسم إلى ثلاثة محلل وقابض ومرخ فالمحلل يستعمل لإخراج المادة المحتبسة في العضو لكن لا يجوز استعماله إلا بعد تنقية البدن واستفراغه خوفا من أن ينصب إلى العضو مادة أخرى والقابض يستعمل لأجل تقوية العضو ليدفع ما هو متوقع أن ينصب إليه فإن كان قد انصبت إليه المادة فلا يجوز استعماله لكي لا يحتبس المادة ويحتقن فيه والمرخي يستعمل لأجل تسكين الألم لأنه يهيء العضو للتمديد وبعد المادة الحاصلة فيه للتحليل غير أنه لا يجوز أن يستعمل هذا مع وجود الامتلاء خوفا من أن ينصب إلى العضو مادة أخرى وإذا نطل على العضو فإن كان فيه فضلة وجب أن يكون النطول حارا بالفعل وإن لم يكن فيه فضلة وجب أن يكون باردا بالفعل وكذلك الطلاء
([24]) في مصطلح الأطباء الشموم: ما يشم من الرياحين والأدهان وغيرها ويقال عن الشىء الذي يشم سواء كان رطبا أو يابسا
([25]) في مصطلح الأطباء الكماد: كل شيء يسخن بالنار ، مثل خرق أو نخالة أو نحوهما، ثم يوضع على العضو كما يوضع على البطن الملح المسخن والمصرور في القولنج الريحي، ويقال عن وضع الشىء الحار سواء كان يابسا أو رطبا على العضو وإذا برد يعاد تسخينه ووضعه عليه
([26]) لاذن حار يابس
([27]) القسط حار يابس
([28]) الشونيز أي الحبة السوداء حار يابس
([29]) الخل بارد يابس
([30]) في مصطلح الأطباء الكماد: كل شيء يسخن بالنار ، مثل خرق أو نخالة أو نحوهما، ثم يوضع على العضو كما يوضع على البطن الملح المسخن والمصرور في القولنج الريحي، ويقال عن وضع الشىء الحار سواء كان يابسا أو رطبا على العضو وإذا برد يعاد تسخينه ووضعه عليه
([31]) في مصطلح الأطباء النطولات : هي المياه الفاترة طبخت فيها بعض الحشائش يستعملها المرضى بالصب على أبدانهم أو بالجلوس فيها وبالانكباب على بخارها كذا قال العلامة وقال الجوهري نطلت رأس العليل بالنطول وهو أن يحمل الماء المطبوخ بالأدوية في كوز ثم يصبه على رأسه قليلا قليلا وقال محمد الأقسرائي النطول أن تغلى الأدوية ويصب ماؤها على العضو فاترا أو يطلق أيضا على الصوفة المغموسة في الأدوية التي أغليت إذا وضعت على العضو وليس بينه وبين السكوب كثير فرق فإن السكوب أن يصب قليلا قليلا قلت قد فرق بينها في السكوب وقد ذكر وهو من المعالجات الخاصة بالعضو وهو ينقسم إلى ثلاثة محلل وقابض ومرخ فالمحلل يستعمل لإخراج المادة المحتبسة في العضو لكن لا يجوز استعماله إلا بعد تنقية البدن واستفراغه خوفا من أن ينصب إلى العضو مادة أخرى والقابض يستعمل لأجل تقوية العضو ليدفع ما هو متوقع أن ينصب إليه فإن كان قد انصبت إليه المادة فلا يجوز استعماله لكي لا يحتبس المادة ويحتقن فيه والمرخي يستعمل لأجل تسكين الألم لأنه يهيء العضو للتمديد وبعد المادة الحاصلة فيه للتحليل غير أنه لا يجوز أن يستعمل هذا مع وجود الامتلاء خوفا من أن ينصب إلى العضو مادة أخرى وإذا نطل على العضو فإن كان فيه فضلة وجب أن يكون النطول حارا بالفعل وإن لم يكن فيه فضلة وجب أن يكون باردا بالفعل وكذلك الطلاء
([32]) البابونج حار يابس
([33]) إكليل الملك حار يابس
([34]) المرزنجوش حار يابس
([35]) الشونيز أي الحبة السوداء حار يابس
([36]) االأنيسون حار يابس
([37]) في مصطلح الأطباء العطش : هو افتقار الطبيعة إلى البارد الرطب أي المفرط لأنه في وضع الأطباء إنما يقال على المفرط من شهوة الماء فإذا قيل بفلان عطش فالمراد أن ذلك به مفرط
([38]) في مصطلح الأطباء استفراغ : هو خروج الفضلات عن البدن بمعالجة أو من غير معالجة ، كالرعاف والخلفة والقيء والعرق وما أشبه ذلك ، والاستفراغ هو انتفاض مواد البدن ، والاستفراغ الكلي قد يعنى به ما يكون من البدن كله ، فيكون الاستفراغ الجزئي ما يستفرغ من عضو مخصوص ، كالسعوطات والعطوسات المستفرغة من الرأس وحده ، وقد يعنى به ما يستفرغ الأخلاط كلها ، فيكون الاستفراغ الجزئي ما يستفرغ خلطا خاصا كما يكون بالإسهال والقيء
([39]) أي الفواكه الباردة الرطبة مثل الخوخ الحلو
([40]) خيار شنبر معتدل أو حار رطب أو بارد
([41]) الترنجبين حار رطب أو معتدل
([42]) ماء الشعير بارد رطب
([43]) البنفسج بارد رطب
([44]) البابونج حار يابس
([45]) الخطمي بارد رطب أو حار باعتدال
([46]) الخس بارد رطب
([47]) قشر الخشخاش بارد يابس
([48]) شراب الخشخاش صنعته: مائة خشخاشة قريبة القلع يسحق بزرها ويرض قشرها ويطبخ الكل بعشرة أمثاله ماء من مطر نيسان حتى يبقى الثلث فيصفى ويعقد بمثله سكر ويسقى عند الاستواء ماء الورد والعنبر
([49]) في مصطلح الأطباء المصفاة عظم مشاشي فيه ثقب تحت الزائدتين المشبهتين بحلمتي الثدي يصفى فيهما الهواء المستنشق ليصل إلى الدماغ صافيًا ومجريا الأنف ينفذان إلى المصفاة.
([50]) الطبرزد هو السكر الأبيض إذا استحكم
([51]) الجلجلان هو السمسم حار رطب
([52]) العنبر حار يابس
([53]) في مصطلح الأطباء الروح: جوهر لطيف بخاري يتولد من الدم الوارد على القلب في البطن الأيسر منه لأن الأيمن منه مشغول بجذب الدم من الكبد وأطلقوا عليه هذا ليميزوا بينه وبين الريح التي تكون في البطن، أما الروح الإنساني لا يعلم حقيقته إلا الله، وفي القاموس المحيط الريح: جمع أرواح وأرياح ورياح وريح
([54]) في مصطلح الأطباء الحرارة الغريزية: هي جوهر حار لذيذ هوائي لا حدة له ولا لذع ولا إحراق ولا تعفن ولا إفساد
([55]) العمور هو ما بين الأسنان من اللحم
([56]) في مصطلح الأطباء العفن: الفساد وتغير الصفات ، وفي اصطلاح الأطباء : هي حالة من الحرارة الغريبة للجسم ذي الرطوبة إلى مخالف للغاية المقصودة مع بقاء نوعها ، وقيل : هي أن يؤثر في خلط من الأخلاط الأربعة حرارة يسيرة أولا فأولا ، فتعفنه ، فيكون حاله مثل الزبل الذي تعمل فيه اليسيرة قليلا قليلا فيعفن
([57]) القيفال Cephalic vein وريد يظهر عند مأبض المرفق على الجانب الوحشي وأكثر شعبه يتصل بعروق الدماغ
([58]) ماء الشعير بارد رطب
([59]) شراب العناب صنعته: عناب رطل كزبرة عدس هندبا من كل أوقية
([60]) شراب الخشخاش صنعته: مائة خشخاشة قريبة القلع يسحق بزرها ويرض قشرها ويطبخ الكل بعشرة أمثاله ماء من مطر نيسان حتى يبقى الثلث فيصفى ويعقد بمثله سكر ويسقى عند الاستواء ماء الورد والعنبر
([61]) السنبل حار يابس
([62]) السندروس حار يابس
([63]) العود حار يابس
([64]) البابونج حار يابس
([65]) إكليل الملك حار يابس
([66]) المرزنجوش حار يابس
([67]) في مصطلح الأطباء الرطوبة الغريزية : هي جسم رطب سيال نسبتها إلى الحرارة الغريزية كنسبة الدهن إلى السراج
([68]) طبيخ الزوفا صنعته: زبيب منزوع خمسة عشر تين عشرة شعير كذلك خشخاش أربعة لينوفر بنفسج بزر خيار ورجلة وكزبرة بئر عود سوسن فراسيون زوفا من كل ثلاثة يطبخ بعشرة أمثاله ماء حتى يبقى الربع
([69]) أصل السوس حار أو معتدل رطب أو يابس
([70]) التين اليابس حار رطب
([71]) الترنجبين حار رطب أو معتدل
([72]) الماش بارد يابس
([73]) اللوز الحلو حار رطب
([74]) السكر حار رطب
([75]) الجلاب هو السكر إذا عقد بوزنه أو أكثر ماء ورد
([76]) الشبت حار يابس
([77]) البابونج حار يابس
([78]) القيصوم حار يابس
([79]) السعتر حار يابس
([80]) إكليل الملك حار يابس
([81]) السكر الأحمر حار رطب
([82]) السنبل حار يابس
([83]) الحرمل حار يابس
([84]) السندروس حار يابس
([85]) في مصطلح الأطباء الاحتراق : أن تثبت الحرارة في الشىء ، وترتفع منه الأبخرة النارية يحترق على نفسه فيصير رمادا ، وكذلك الخلط إذا طالت به المدة احترق وصار رمادا
([86]) ماء الشعير بارد رطب
([87]) الخشخاش بارد يابس
([88]) النشا بارد يابس
([89]) السكر حار رطب
([90]) دهن اللوز الحلو معتدل إلى البرد كثير الرطوبة
([91]) البنفسج بارد رطب
([92]) الخطمي بارد رطب، وقيل حار باعتدال
([93]) الخس بارد رطب
([94]) الخشخاش بارد يابس
([95]) القرع بارد رطب
.png)
%20(1080%20x%201920%20px.png)